قال
رئيس قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة عمان الأهلية د. عزمي
منصور ان دراسات وزارة التنمية الاجتماعية كشفت عن معدلات العنوسة في
المملكة حيث تجاوزت مئة ألف فتاة تزيد أعمارهن عن ثلاثين عاما تخطين سن
الزواج حتى نهاية العام الماضي .2007
وأشارت إحصائيات جمعية العفاف الخيرية الأردنية الى ان متوسط سن الزواج في الأردن يصل الى ثلاثين سنة للذكور و 29 سنة للإناث.
وقال د. منصور ان دراسات حديثة كشفت عن ان 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة.
وكانت في ادنى مستوياتها في فلسطين حيث مثلت نسبة الفتيات اللواتي فاتهن
قطار الزواج واحدا بالمئة وكانت اعلى نسبة قد تحققت في العراق اذ وصلت الى
85 بالمئة.
واشار الى ان الارقام تتحدث عن وجود عشرة ملايين شاب وفتاة فوق سن الخامسة
والثلاثين في مصر لم يتزوجوا بعد بينهم نحو اربعة ملايين ونصف المليون
انثى حسب إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري, وفي
الجزائر هناك اربعة ملايين فتاة لم يتزوجن بعد على الرغم من تجاوزهن
الرابعة والثلاثين حسب إحصائيات رسمية أعلنها الديوان الجزائري للإحصاء.
وعن اسباب للعنوسة قال منصور انها تتمثل بارتفاع نسبة البطالة بين الشباب
وندرة فرص العمل وانخفاض وتدني مستوى الاجور والرواتب وارتفاع اسعار
المساكن واجورها وارتفاع المهور وتكاليف حفلات الزفاف ولجوء بعض الاهالي
الى تأخير زواج بناتهم العاملات للاستفادة من رواتبهن, إضافة الى سيادة
القيم الاستهلاكية والمظاهر والمباهاة بثمن الشبكة والمؤخر وجهاز العروس
ومكان الزفاف والسكن وتراجع دور الاسرة في توعية الابناء وتربيتهم على
تحمل المسؤولية.
مساعد امين عام وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية لشؤون الدعوة
والارشاد د. عبد الرحمن ابداح قال ان من اسباب (العنوسة ) التغالي بالمهور
وتحميل الراغبين في الزواج ما لا طاقة لهم به من التوابع وتزايد حالات
الطلاق الناجم عن الخلافات بين الزوجين وتداخلات الاهل السلبية ورغبة كثير
من الاباء في استنزاف طاقة وقوة بناتهم حتى الرمق الاخير, فتراهم يؤجلون
زواجهن طمعا في مالهن ورواتبهن او رغبة في اطالة مدة خدمتهن للاسرة,وهذا
ما يسمى في الشريعة ب¯ (العضل) وهو مظهر من مظاهر الانانية وقلة الدين,
ووجود حالة انفصام بين ما نعلمه ونعتقده في ديننا من التشجيع على الزواج
وتسهيل اتمامه وتيسيره وبين ما نمارسه عند التطبيق,فترى كثيرا من الناس
يمارس عكس ذلك عند تزويج ابنته اضافة الى غلاء المعيشة والبطالة والفقر.
واكد د. ابداح انه للقضاء على هذه الظاهرة لا بد من تسهيل امر الزواج
وتخفيف المهور ودراسة اسباب ارتفاع نسبة الطلاق واثارة الوازع الديني في
نفوس الاباء الذين يمنعون زواج بناتهم من الاكفاء رغبة في مالهن او في
وظيفتهن وان يفهم المسلم بان الله سبحانه وتعالى يمقت الانسان الذي يخالف
قوله فعله, كما ان للدولة اسهاما لا بد منه في حل هذه الظاهرة.